وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

باز تابی از آثار علمی و تحقیقی اندیشمند جوان افغان به زبان های عربی و فارسی

وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

باز تابی از آثار علمی و تحقیقی اندیشمند جوان افغان به زبان های عربی و فارسی

تقسیم أشراط الساعة

تقسیم أشراط الساعة

الباحث: محمد طاهر قاسمی

لقد تکلم العلماء رحمهم الله تعالى عن أشراط الساعة، وقسموها إلى عدة أقسام:

1 - فمنهم مَن اعتبر خروجَ الأشراط وزمانها، فقسَّمهما إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: ما ظهَر وانقضى وفق ما أخبر به رسول الله صلى الله علیه وسلم.

منها: بعثته علیه الصلاة والسلام وموتُه، وفتح بیت المقدس، وظهور نار الحِجاز، وغیرها من الأشراط التی وقعت وانقضت.

 القسم الثانی: أشراط ظهرت ولا تزال تتابع باستمرار وهی کثیرة.

منها: کثرة الزلازل، وتضییع الأمانة، وتوسید الأمر إلى غیر أهله، واتِّخاذ المساجد طُرقًا، ورفع العلم، وکثرة الجهل، وغیرها من الأشراط الکثیرة.

 القسم الثالث: العلامات العظام والأشراط الجسام التی لم تظهر بعد والتی یعقبها قیام الساعة.

منها: خروج المسیح الدجَّال، ونزول عیسى ابن مریم علیه السلام، وخروج یأجوج ومأجوج، والدابَّة، وخروج الشمس من مغربها، ونحو ذلک[1].

 وممَّن سار على هذا التقسیم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالی حیث قال:

"ما أخبر النبی صلى الله علیه وسلم بأنه سیَقع قبل أن تقوم الساعة على أقسام:

أحدها: ما وقع على وَفق ما قال.

الثانی: ما وقعت مبادیه ولم یستحکم.

الثالث: ما لم یقع منه شیء ولکنه سیقع[2].

 2 - ومنهم مَن اعتبر مکانَ وقوع الأشراط فقسمها إلى أشراط سماویَّة وأشراط أرضیة.

الأول: الأشراط السماویة:

منها: انشِقاق القمر فی زمن النبی صلى الله علیه وسلم، وانتفاخ الأهِلَّة؛ بحیث یرى الهلال للیلةٍ فیقال هو ابن لیلتین، ومنها طلوع الشمس من مغربها.

 الثانی: الأشراط الأرضیة: وهی کثیرة جدًّا.

منها: خروج المسیح الدجَّال، والدابة، وخروج النار، والریح التی تقبض أرواحَ المؤمنین وغیرها[3].

 وقد أشار إلى هذا التقسیم الحافظ ابن کثیر رحمه الله تعالى حیث قال:

"فأمَّا خروج الدابَّة على شکل غریب غَیْرِ مَأْلُوفٍ وَمُخَاطَبَتُهَا النَّاسَ وَوَسْمُهَا إِیَّاهُمْ بِالْإِیمَانِ أو الکفر، فَأَمْرٌ خَارِجٌ عَنْ مَجَارِی الْعَادَاتِ؛ وَذَلِکَ أَوَّلُ الْآیَاتِ الْأَرْضِیَّةِ؛ کَمَا أَنَّ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآیات السماویة"[4].

 3 - ومنهم من اعتبر الأشراط نفسها فقسمها إلى قسمین:

الأول: الأشراط الصغرى: وهی التی تتقدم الساعة بأزمان متطاولة.

مثل: قبض العلم وظهور الجَهْل والتطاول فی البنیان وغیرها من الأشراط الصغرى.

 الثانی: الأشراط الکبرى: وهی العلامات الکبیرة التی تَظهر قرب قیام الساعة.

مثل: خروج الدجال، ونزول عیسى علیه السلام، وخروج یأجوج ومأجوج، وغیر ذلک من العلامات الکبرى[5].

 وقد درج على هذا التقسیم الحافظُ البیهقیُّ رحمه الله تعالی حیث قال: "وهذه الأشراط صغار وکبار؛ فأمَّا صغارها فقد وُجد أکثرها، وأما کبارها فقد بدت آثارها، ونحن نفرد بعضها بالذکر مفصلا فی أبواب، لیکون أقرب إلى الإدراک"[6].



[1] أشراط الساعة؛ لعبدالله بن سلیمان الغفیلی، (ص 41)، وزارة الشؤون الإسلامیة والأوقاف والدعوة والإرشاد المملکة العربیة السعودیة، الطبعة: الأولى، 1422هـ، عدد الصفحات: 208، عدد الأجزاء: (1)، بتصرف یسیر.

[2] "فتح الباری شرح صحیح البخاری"؛ لابن حجر (13/ 81).

[3] أشراط الساعة، لعبدالله بن سلیمان الغفیلی، (ص 42)، بتصرف یسیر.

[4] النهایة فی الفتن والملاحم؛ لأبی الفداء إسماعیل بن عمر بن کثیر القرشی البصری ثم الدمشقی (المتوفى: 774هـ)، (1/ 214)، المحقق: محمد أحمد عبدالعزیز، دار الجیل، بیروت لبنان، الطبعة: 1408 هـ 1988 م، عدد الأجزاء: (2).

[5] أشراط الساعة، لعبدالله بن سلیمان الغفیلی، (ص 43)، بتصرف یسیر.

[6] البعث والنشور؛ أحمد بن الحسین بن علی بن موسى الخُسْرَوْجِردی الخراسانی، أبو بکر البیهقی (المتوفى: 458هـ)، (ص 128)، تحقیق: الشیخ عامر أحمد حیدر، مرکز الخدمات والأبحاث الثقافیة، بیروت، الطبعة: الأولى، 1406 هـ = 1986 م، عدد الأجزاء: (1).