وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

باز تابی از آثار علمی و تحقیقی اندیشمند جوان افغان به زبان های عربی و فارسی
وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

باز تابی از آثار علمی و تحقیقی اندیشمند جوان افغان به زبان های عربی و فارسی

معنى البعث والنشور

معنى البعث والنشور

 الباحث محمد طاهر قاسمی

البعث فی اللغة:

البعث مأخوذ من بَعَثَهُ یَبْعَثُه بَعْثًا، أی: أَرْسَلَهُ وَحْدَه، وبَعَثَ به، أی: أَرسله مع غیره وابْتَعَثَه أَیضًا، أَی: أَرسله.

 

وقال الجوهری رحمه الله تعالى: "بعثه وابتعثه بمعنى، أی: أرسله، فانبعثَ، وقولهم: کنتَ فی بَعْثِ فلانٍ، أی: فی جیشه الذی بُعِثَ معه، والبُعوثُ: الجیوش، وبَعَثْتُ الناقةَ: أَثَرْتُها، وبَعَثَهُ من منامه، أی: أهَبَّه، وبَعَثَ الموتى: نَشَرَهُمْ لیوم البعث، وانْبَعَثَ فی السیر، أی: أسرع، وتَبَعَّثَ منِّی الشِّعْرُ، أی: انبعثَ، کأنَّه سارَ"[1].

 

والاختلاف فی تعریف البعث لغةً باعتبار ما علق به فی الاستعمال والإرادة؛ فقد یُطلق ویراد به معنى من المعانی الآتیة:

منها الإرسال: یقال: بعثت فلانًا أو ابتعثته، أی: أرسلته.

ومنها البعث مِن النوم: یقال: بعثه مِن منامه: إذا أیقظه.

ومنها الإثارة: وهو أصل فی معنى البعث، ومنه قیل للناقة: بعثتها؛ إذا أثرتها وکانت قبل بارکةً[2].

 

وقال الرَّاغب[3] رحمه الله تعالى: "أصل البعث: إثارة الشیء وتوجیهه، یقال: بعثته فانبعث، ویختلف البعث بحسب اختلاف ما علِّق به، فبعثت البعیر: أثرته وسیَّرته، وقوله عز وجل: ﴿ إِنَّمَا یَسْتَجِیبُ الَّذِینَ یَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى یَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَیْهِ یُرْجَعُونَ[4]، أی: یخرجهم ویسیِّرهم إلى القیامة"[5].

 

وقال الأزهری[6] رحمه الله تعالى: "والبعث فی کَلَام الْعَرَب على وَجْهَیْن، أَحدهمَا: الْإِرْسَال؛ کَقَوْل الله تَعَالَى: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى[7]، مَعْنَاهُ: أرسلنَا... وثانیها: الْإِحْیَاء من الله للموتى، وَمِنْه قَوْله جلَّ وعزَّ: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاکُم مِنْ بَعْدِ مَوْتِکُمْ[8]، أَی: أحییناکم"[9].

 

وقال الرَّاغب رحمه الله تعالى: "فالبعث ضربان: بشری؛ کبعث البعیر، وبعث الإنسان فی حاجة، وإلهی، وذلک ضربان، أحدهما: إیجاد الأعیان والأجناس والأنواع؛ وذلک یختصُّ به الباری تعالى، ولم یقدر علیه أحد، والثانی: إحیاء الموتى، وقد خَصَّ بذلک بعضَ أولیائه؛ کعیسى صلى الله علیه وسلم وأمثاله، ومنه قوله عزوجل: ﴿ فَهَذَا یَوْمُ الْبَعْثِ ﴾، یعنی: یوم الحشر"[10].

 

(ب): البعث فی الشرع:

المراد بالبعث فی الشَّرع هو: إحیاء الله الموتى وإخراجُهم من قبورهم للحساب والجزاء.

قال الإمام ابن کثیر رحمه الله تعالى: "البعث: هُوَ الْمَعَادُ وَقِیَامُ الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَادِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ"[11].

 

وقال السفارینی[12] رحمه الله تعالى: "أمَّا الْبَعْثُ فَالْمُرَادُ بِهِ: الْمَعَادُ الْجُسْمَانِیُّ؛ فَإِنَّهُ الْمُتَبَادِرُ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ؛ إِذْ هُوَ الَّذِی یَجِبُ اعْتِقَادُهُ وَیُکَفَّرُ مُنْکِرُهُ"[13].

 

وقال السید سابق رحمه الله تعالى عن البعث: "وهو إعادة الإنسان روحًا وجسدًا، کما کان فی الدنیا"[14].

وهکذا یکون حینما تتعلق إرادة الله تبارک وتعالى بذلک؛ فیخرجون من القبور حفاة عراة غُرلًا بُهْمًا، ویساقون ویجمعون إلى الموقف لمحاسبتهم ونیل کل مخلوق ما یستحقه من الجزاء العادل.

 

وهذا ما تشیر إلیه کثیر من الآیات الواردة فی کتاب الله عز وجل، کما قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ[15].

وقوله تعالى: ﴿ أَفَلَا یَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِی الْقُبُورِ[16].

 

وقوله تعالى: ﴿ ذَلِکَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ یُحْیِی الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ - وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لَا رَیْبَ فِیهَا وَأَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ[17].

 

وقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا یَسْتَجِیبُ الَّذِینَ یَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى یَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَیْهِ یُرْجَعُونَ[18].

وبالمقارنة بین المعنى الشرعی لکلمة (البعث) والمعنى اللغوی لها نجد ترابطًا ظاهرًا؛ وذلک أن من معانی البعث فی اللُّغة الإثارة لما کان ساکنًا مِن قبل، وکذا الإرسال کما فی قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِی کُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ[19].

 

وهذا ما جاء فی کلمة البعث مرادًا بها معناها الشرعی الذی هو إرسال الحیاة إلى الأموات وإثارتها من جدید، لتتهیَّأ لما یراد منها من الانطلاق إلى الموقف للحساب.

 

فالبعث هو: المعاد الجسمانی فإنه المتبادر عند الإطلاق؛ إذ هو الذی یجب اعتقاده ویَکفر منکره؛ کما قال الإمام المحقِّق ابن القیم[20] رحمه الله تعالى:

"معاد الأبدان متَّفَق علیه بین المسلمین، والیهود، والنصارى"[21].

 

ولهذا قال الإمام الرازی[22] رحمه الله تعالى: "وَلا شَکَّ أَنَّ مَنْ أَنْکَرَ الْحَشْرَ وَالْبَعْثَ الْجُسْمَانِیَّ، فَقَدْ أَنْکَرَ صَرِیحَ الْقُرْآنِ..."[23].

 

تعریف النشور:

النشر فی اللغة:

ذکر الرَّاغب الأصفهانی رحمه الله تعالى للنشر معانی عدیدة.

منها: البسط، والانتشار، وتقلب الإنسان فی حوائجه والتفرق.

 

أما مجیئه بمعنى البسط فمثل قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ[24]، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا[25]، أی: الملائکة التی تنشر الریاح أو الریاح التی تنشر السحاب.

 

وأما مجیئه بمعنى الانتشار فمثل قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِی جَعَلَ لَکُمُ اللَّیْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا[26]، أی: جعل فیه الانتشار وابتغاء الرزق.

 

وأما مجیئه بمعنى تقلُّب الإنسان فی حوائجه قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِیَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِی الأَرْضِ[27]، أی: تفرَّقوا فیها، وقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا[28]، أی: تفرقوا[29].

 

وذکر الأزهریُّ رحمه الله تعالى: "النشر: الحیاة، والنشر: الریح الطیبة"[30].

وأیضًا قال: "أنشر الله الموتى فنشروا: إذا حیوا..."[31].

وأیضًا قال: "نشرهم الله، أی: بعثهم، کما قال الله تعالى: ﴿ وَإِلَیْهِ النُّشُورُ[32]".

وقال ابن الأثیر رحمه الله تعالى: "یُقَالُ: نَشَرَ المیتُ یَنْشُرُ نُشُورًا، إِذَا عَاشَ بَعْدَ الْمَوْتِ، وأَنْشَرَهُ الله، أَی: أَحْیَاهُ"[33].

 

النشور فی الاصطلاح:

یطلق ویراد به معنى البعث ومرادف له، وهو: "انتشار الناس من قبورهم إلى الموقف للحساب والجزاء".

 

وإذا کان من المعانی اللغویة الانتشار والتفرُّق والانبساط والبعث، فهی معان عامَّة یدخل فیها المعنى الاصطلاحی، وهو: "نشر الله الأموات وإحیاؤهم من قبورهم".

 

فالنشور یراد به سریان الحیاة فی الأموات، من أنه یراد به البعث فی الیوم الآخر وخروج الناس من قبورهم أحیاء؛ وهذا ما فسر به قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ[34].

 

قال ابن کثیر رحمه الله تعالى فی تفسیر قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ ﴾، "أَیْ: بَعَثَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَمِنْهُ یُقَالُ: الْبَعْثُ وَالنُّشُورُ"[35].

 

وأیضًا جاء فی الحدیث عن حذیفة بن الیمان[36] رضی الله عنهما قال: کَانَ النَّبِیُّ صلى الله علیه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قال: ((بِاسْمِکَ أَمُوتُ وَأَحْیَا))، وَإِذَا قَامَ قال: ((الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَحْیَانَا بَعْدما أَمَاتَنَا وَإِلَیْهِ النُّشُورُ))[37].

 

وقال السفارینیُّ رحمه الله تعالى: "وَأَمَّا النُّشُورُ فَهُوَ یُرَادِفُ الْبَعْثَ فِی الْمَعْنَى، یُقَالُ: نُشِرَ الْمَیِّتُ یُنْشَرُ نُشُورًا: إِذَا عَاشَ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَنْشَرَهُ اللَّهُ، أَیْ: أَحْیَاهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: یَوْمُ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ"[38].

 

الفرق بین البَعْث والنشور:

المراد بالبعث إخراج الناس: مِن القبور إلى الموقف، والمراد بالنشور ظهور المبعوثین وظهور أعمالهم للمخلوقات.

 

قال أبو هلال[39] رحمه الله تعالى:

"إنَّ بعث الْخلق: اسْمٌ لإخراجهم من قُبُورهم إِلَى الْموقف، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: ﴿ مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ﴾.

والنشور: اسْمٌ لظُهُور المبعوثین وَظُهُور أعمالهم لِلْخَلَائِقِ، وَمِنْه قَوْلک: نشرت اسْمک ونشرت فَضِیلَة فلَان، إِلَّا أَنه قیل: أنشر الله الْمَوْتَى بِالْألف ونشرت الْفَضِیلَة وَالثَّوْب؛ للْفرق بَین الْمَعْنیین"[40].



[1] الصحاح تاج اللغة وصحاح العربیة للجوهری، مادة: (ب ع ث)، (1/ 273).

[2] راجع: "لسان العرب"؛ لابن منظور، مادة: (ب ع ث)، (2/ 116).

[3] الراغب (؟ 502 هـ =؟ 1108 م)، هو: الحسین بن محمد بن المفضل، أبو القاسم الأصفهانی (أو الأصبهانی) المعروف بالراغب: أدیب، مِن الحکماء العلماء، من أهل (أصبهان) سکن بغداد، واشتهر، حتى کان یقرن بالإمام الغزالی، ومن کتبه (محاضرات الأدباء) مجلدان، و(الذریعة إلى مکارم الشریعة) و(الأخلاق) ویسمى (أخلاق الراغب) و(جامع التفاسیر) کبیر، طبعت مقدمته، أخذ عنه البیضاوی فی تفسیره، و(المفردات فی غریب القرآن) و...

راجع: "سیر أعلام النبلاء"؛ للذهبی، (18/ 120 121)، و"الأعلام"؛ للزرکلی، (6/ 347 348).

[4] سورة الأنعام: (36).

[5] "مفردات ألفاظ القرآن"؛ للراغب الأصفهانی، مادة: (ب ع ث)، (1/ 101).

[6] الأزهری (282 370 هـ = 895 981 م)، هو: محمد بن أحمد بن الأزهری الهروی، أبو منصور، أحد الأئمَّة فی اللغة والأدب، مولده ووفاته فی هراة بخراسان، نسبته إلى جده (الأزهر)، عُنی بالفقه فاشتهر به أولًا، ثمَّ غلب علیه التبحُّر فی العربیة، فرحل فی طلبها وقصد القبائلَ وتوسَّع فی أخبارهم، وسمع ببغداد من: أبی القاسم البغوی، وابن أبی داود... روى عنه: أبو عبید الهروی مؤلف (الغریبین)، وأبو یعقوب القراب، وأبو ذر عبد بن أحمد الحافظ، وآخرون، وکان رأسًا فی اللغة والفقه، ثقة، ثبتًا، دیِّنًا، ومن کتبه (غریب الألفاظ التی استعملها الفقهاء) و(تفسیر القرآن)...

راجع: "تهذیب اللغة"؛ لمحمد بن أحمد بن الأزهری الهروی، أبی منصور (المتوفى: 370 هـ، (1/ 8)، المحقق: محمد عوض مرعب، دار إحیاء التراث العربی بیروت، الطبعة: الأولى، 2001م، عدد الأجزاء: (15)، و"سیر أعلام النبلاء"؛ للذهبی، (16/ 315 317)، و"الأعلام"؛ للزرکلی، (5/ 311).

[7] سورة الأعراف: (103).

[8] سورة البقرة: (56).

[9] "تهذیب اللغة"؛ لمحمد بن أحمد بن الأزهری مادة: (ب ع ث)، (2/ 201، 202).

[10] "مفردات ألفاظ القرآن"؛ للراغب الأصفهانی، مادة: (ب ع ث)، (1/ 101، 102).

[11] "تفسیر القرآن العظیم"؛ لابن کثیر، (5/ 395).

[12] السفارینی (1114 1188 هـ = 1702 1774 م)، هو: محمد بن أحمد بن سالم أبو سلیمان، أبو العون، السفارینی، النابلسی، الحنبلی، المعروف بالسفارینی، محدِّث، فقیه، أصولی، مؤرِّخ، مشارک فی العلوم، ولد فی سفارین (من قرى نابلس) ورحل إلى دمشق فأخذ عن عبدالغنی بن إسماعیل النابلسی ومحمد بن عبدالرحمن الغزی وغیرهم، وعاد إلى نابلس فدرس وأفتى وتوفی فیها، من تصانیفه: (لوامع الأنوار البهیة وسواطع الأسرار الأثریة لشرح الدرة المضیة فی عقد الفرقة المرضیة)، و(اللمعة فی فضائل الجمعة)، و...

راجع: "سلک الدرر فی أعیان القرن الثانی عشر"؛ لمحمد خلیل بن علی بن محمد بن محمد مراد الحسینی، أبی الفضل (المتوفى: 1206هـ)، (3/ 117)، دار البشائر الإسلامیة، دار ابن حزم، الطبعة: الثالثة، 1408 هـ 1988 م، عدد الأجزاء: (4)، "معجم المؤلفین"؛ لعمر بن رضا بن محمد راغب بن عبدالغنی کحالة الدمشقی (المتوفى: 1408هـ)، (8/ 262)، مکتبة المثنى بیروت، دار إحیاء التراث العربی بیروت، عدد الأجزاء: (13)، و"الأعلام"؛ للزرکلی، (6/ 14).

[13] لوامع الأنوار البهیة وسواطع الأسرار الأثریة لشرح الدرة المضیة فی عقد الفرقة المرضیة، لشمس الدین، أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفارینی الحنبلی، المتوفى: 1188هـ، (2/ 157)، مؤسسة الخافقین ومکتبتها دمشق، الطبعة: الثانیة 1402 هـ = 1982 م، عدد الأجزاء: (2).

[14] العقائد الإسلامیة، لسید سابق (المتوفى: 1420هـ)، (ص269)، دار الکتاب العربی بیروت، عدد الأجزاء: (1).

[15] سورة الانفطار: (4).

[16] سورة العادیات: (9).

[17] سورة الحج: (6 - 7).

[18] سورة الأنعام: (36).

[19] سورة النحل: (36).

[20] ابن القیم (691 751 هـ = 1292 1350 م)، هو: محمد بن أبی بکر بن أیوب بن سعد الزرعی الدمشقی، أبو عبدالله، شمس الدین: من أرکان الإصلاح الإسلامی، وأحد کبار العلماء، مولده ووفاته فی دمشق، تتلمذ لشیخ الإسلام ابن تیمیة حتى کان لا یخرج عن شیء من أقواله، بل ینتصر له فی جمیع ما یصدر عنه، وهو الذی هذَّب کتبَه ونشر علمه، وسجن معه فی قلعة دمشق، وأهین وعُذِّب بسببه، وکان حسن الخلق محبوبًا عند الناس، أُغرم بحبِّ الکتب، فجمع منها عددًا عظیمًا، وکتب بخطه الحسن شیئًا کثیرًا، وألَّف تصانیف کثیرة، منها: (إعلام الموقعین) و(الطرق الحکمیة فی السیاسة الشرعیة) و(الروح فی الکلام على أرواح الأموات والأحیاء بالدلائل من الکتاب والسنة) و...

راجع: "الدرر الکامنة فی أعیان المائة الثامنة"؛ لابن حجر العسقلانی، (5/ 137 140)، و"الأعلام"؛ للزرکلی، (6/ 56).

[21] الروح فی الکلام على أرواح الأموات والأحیاء بالدلائل من الکتاب والسنة، لمحمد بن أبی بکر بن أیوب بن سعد شمس الدین ابن قیم الجوزیة (المتوفى: 751هـ)، (ص 52)، دار الکتب العلمیة بیروت، عدد الأجزاء: (1).

[22] الرازی (544 606 هـ = 1150 1210 م)، هو: محمد بن عمر بن الحسین بن الحسن، الرازی، فخر الدین، أبو عبدالله، المعروف بابن الخطیب، من نسل أبی بکر الصدیق رضی الله عنه، وُلد بالری وإلیها نسبته، وأصله من طبرستان، فقیه وأصولی شافعی، متکلم، نظار، مفسر، أدیب، مشارک فی أنواع من العلوم، رحل إلى خوارزم بعدما مهر فی العلوم، ثم قصد ما وراء النهر وخراسان، واستقرَّ فی (هراة) وکان یلقَّب بها شیخ الإسلام، منحه الله قدرةً فائقة فی التألیف والتصنیف، فکان فریدَ عصره، اشتهرت مصنَّفاته فی الآفاق، وأقبل الناس على الاشتغال بها، ومن تصانیفه: (مفاتیح الغیب = التفسیر الکبیر) فی التفسیر و(معالم الأصول) و(المحصول) فی أصول الفقه و...

راجع: "طبقات الشافعیة الکبرى"؛ لتاج الدین عبدالوهاب بن تقی الدین السبکی (المتوفى: 771هـ)، (8/ 81 82)، المحقق: د. محمود محمد الطناحی، د. عبدالفتاح محمد الحلو، هجر للطباعة والنشر والتوزیع، الطبعة: الثانیة، 1413هـ، عدد الأجزاء: (10)، و"الأعلام"؛ للزرکلی، (6/ 313).

[23] "مفاتیح الغیب = التفسیر الکبیر"؛ لأبی عبدالله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسین التیمی الرازی الملقب بفخر الدین الرازی خطیب الری (المتوفى: 606هـ)، (16/ 25)، دار إحیاء التراث العربی بیروت، الطبعة: الثالثة 1420 هـ، عدد الأحزاء: (32).

[24] سورة التکویر: (10).

[25] سورة المرسلات: (3).

[26] سورة الفرقان: (47).

[27] سورة الجمعة: (10).

[28] سورة الأحزاب: (53).

[29] "مفردات ألفاظ القرآن"؛ للراغب الأصفهانی، مادة: (ن ش ر)، (2/ 427 429) بتصرف.

[30] "تهذیب اللغة"؛ لمحمد بن أحمد بن الأزهری مادة: (ن ش ر)، (11/ 232).

[31] المصدر نفسه.

[32] سورة الملک: (15).

[33] "النهایة فی غریب الحدیث والأثر"؛ لابن الأثیر، مادة: (ن ش ر)، (5/ 54).

[34] سورة عبس: (22).

[35] "تفسیر القرآن العظیم"؛ لابن کثیر، (8/ 323).

[36] حذیفة بن الیمان (؟ 36 هـ = ؟ 656 م)، هو: حذیفة بن الیمان (والیمان لقبه، واسمه: حسیل، ویقال: حسل) أبو عبدالله العبسی، من کبار الصحابة، وصاحب سرِّ رسول الله صلى الله علیه وسلم، أسلم هو وأبوه وأرادا شهود بدر فصدَّهما المشرکون، وشهد أُحُدًا فاستشهد الیمان بها، شهد حذیفة الخندقَ وما بعدها، کما شهد فتوحَ العراق، وله بها آثار شهیرة، خیَّره النبی صلى الله علیه وسلم بین الهجرة والنصرة فاختار النصرةَ، وکان فی المدائن حتى مات بعد بیعة علی رضى الله تعالى عنه بأربعین یومًا، روى عن النبی صلى الله علیه وسلم الکثیر، وعن عمر، وروى عنه جابر وآخرون، وأما أحادیثه فی الصحیحین: فاثنا عشر حدیثًا، وفی البخاری: ثمانیة، وفی مسلم: سبعة عشر حدیثًا.

راجع: "الإصابة فی تمییز الصحابة"؛ لابن الحجر العسقلانی، (2/ 39 40)، و"سیر أعلام النبلاء"؛ للذهبی، (2/ 361 369)، و"الأعلام"؛ للزرکلی، (2/ 171).

[37] متفق عیله: أخرجه البخاری فی صحیحه، کتاب الدعوات، بَابُ ما یقول إذا نام، رقم الحدیث: (6312)، (8/ 69)، واللفظ له، وأخرجه مسلم فی صحیحه عن البراء، کتاب الذِّکْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ، بَابُ مَا یَقُولُ عِنْدَ النَّوْمِ وَأَخْذِ الْمَضْجَعِ، رقم الحدیث: (2711)، (4/ 2083).

[38] "لوامع الأنوار البهیة وسواطع الأسرار الأثریة لشرح الدرة المضیة فی عقد الفرقة المرضیة"؛ للسفارینی، (2/ 158).

[39] أبو هلال (؟ بعد 395 هـ = ؟ بعد 1005 م)، هو: الحسن بن عبدالله بن سهل بن سعید بن یحیى بن مهران العسکری، أبو هلال: عالم بالأدب، له شعر، نسبته إلى (عسکر مکرم) من کور الأهواز، وقال الحموی: سألتُ الرئیسَ أبا المظفر محمد بن أبی العباس الأبیوردی رحمه الله بهمذان عنه فأثنى علیه ووصفه بالعلم والعفَّة معًا وقال: "کان یتبزَّز احترازًا من الطمع والدناءة والتبذل"، وکان الغالب علیه الأدب والشعر، ومن کتبه: (التلخیص) فی اللغة، و(جمهرة الأمثال)، و(کتاب الصناعیتن: النظم والنثر)، فی تفسیر القرآن، خمس مجلدات، و...

راجع: "معجم الأدباء = إرشاد الأریب إلى معرفة الأدیب"؛ لشهاب الدین أبی عبدالله یاقوت بن عبدالله الرومی الحموی (المتوفى: 626هـ، (2/ 917 918)، المحقق: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامی، بیروت، الطبعة: الأولى، 1414 هـ = 1993 م، عدد الأجزاء: (7)، و"طبقات المفسرین"؛ للسیوطی، (ص 44)، و"الأعلام"؛ للزرکلی، (2/ 196).

[40] "الفروق اللغویة"؛ لأبی هلال الحسن بن عبدالله بن سهل بن سعید بن یحیى بن مهران العسکری، المتوفى: نحو 395 هـ، (ص 289)، حققه وعلَّق علیه: محمد إبراهیم سلیم، دار العلم والثقافة للنشر والتوزیع، القاهرة مصر، عدد الأجزاء: (1).

نظرات 0 + ارسال نظر
امکان ثبت نظر جدید برای این مطلب وجود ندارد.