والناشطات نشطا

والناشطات نشطا

الباحث : محمد طاهر قاسمی

إن الإنسان ما خُلق لأن یعیش فی هذا الکون إلی الأبد؛ بل یأتی علیه یوم یغادر هذا الکونَ ویترک ما کان عنده من الدنیا ویذهب معه ما کان من الآخرة؛ لأنَّ الموت أول مشهد من مشاهد الآخرة، وإنَّ سفَر الآخرة یبدأ من قبض الروح، فإذا کان الإنسان مؤمنًا، رأی علائمَ السعادة من البدایة؛ حیث یسهِّل الله علیه نَشْطَ روحه ویکرمه ویشرفه، ویرسل مَوْکبًا من الملائکة لتشریفه وتکریمه؛ وذلک فضلٌ مِن الله یوتیه مِن عباده مَن یشاء، ولا تنال هذه التکرمة مَن کان فی قلبه نِفاق أو کفر أو شِرک، هذه العطیة خاصَّة للمؤمنین من عباده؛ حیث قال الله تعالی: ﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾ [1].

 قال البغویُّ رحمه الله تعالی فی تفسیر هذه الآیة: "الملائکة تنشط نفسَ المؤمن، أی: تحل حلًّا رفیقًا فتقبضها، کما ینشط العقال من ید البعیر، أی: یحل برِفق"[2].

 وروی عن ابن عباس رضی الله تعالی عنهما فی تفسیر قوله تعالی: "﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾، یعنی: الملائکة تنشط نفس المؤمن فتقبضها کما ینشط العقال من ید البعیر: إذا حل عنه"[3].

 ونقل الإمام ابن جریر الطبری عن الفرَّاء[4] رحمهما الله تعالی: "الذی سمعت من العرب أن یقولوا: أنشطت، وکأنما أنشط من عقال، ورَبْطُها: نشطها، والرابط: النَّاشِط؛ قال: وإذا رَبَطْتَ الحبل فی ید البعیر فقد نشطته تنشطه، وأنت ناشط، وإذا حللته فقد أنشطته"[5].

 وقال ابن عَبَّاسٍ رضی الله تعالی عنهما: "یَعْنِی: الْمَلَائِکَةَ تَنْشِطُ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ فَتَقْبِضُهَا کَمَا یُنْشَطُ الْعقَالُ مِنْ یَدِ الْبَعِیرِ: إِذَا حُلَّ عَنْهُ"[6].

 وأیضًا روی عن ابن عباس رضی الله تعالی عنهما فی تفسیر هذه الآیة: "هِیَ أَنْفُسُ الْمُؤْمِنِینَ عِنْدَ الْمَوْتِ تَنْشَطُ لِلْخُرُوجِ؛ وَذَلِکَ أَنَّهُ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ [یَحْضُرُهُ الْمَوْتُ] إِلَّا وَتُعْرَضُ عَلَیْهِ الْجَنَّةُ قَبْلَ أَنْ یَمُوتَ، فَیَرَى فِیهَا مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ مِنْ أَزْوَاجِهِ وَأَهْلِهِ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ، فَهُمْ یَدْعُونَهُ إِلَیْهَا، فَنَفْسُهُ إِلَیْهِمْ نَشِطَةٌ أَنْ تَخْرُجَ فَتَأْتِیَهُمْ"[7].

 وجمع أبو اللیث السمرقندی[8] رحمه الله تعالی بین قولی ابن عباس رضی الله تعالی عنهما فی تفسیر قوله تعالی: "﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾، یعنی: الملائکة الذین یقبضون أرواحَ المؤمنین بالتیسیر؛ وذلک أنه ما مِن مؤمن یحضره الموت، إلا ویرى منزلته فی الجنَّة، ویرى فیها أقوامًا من أهل معرفته، وهم یدعون إلى أنفسهم، فعند ذلک ینشط إلى الخروج، ویقال: النَّازِعات: الملائکة تنزع النفس إغراقًا، کما یغرق النازع فی القوس، وَالنَّاشِطات: الملائکة تقبض نفسَ المؤمن، کما ینشط العقال"[9].

 ثم تسبق الملائکة بأرواح المؤمنین إلى الجنَّة أو أنفس المؤمنین تسبق إلی الملائکة شوقًا إلی لقاء الله، قال الله تعالی: ﴿ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ﴾ [10].

 قال الإمام مقاتل[11] رحمه الله تعالی فی تفسیر هذه الآیة: "هی الملائکة تسبق بأرواح المؤمنین إلى الجنة"[12].

وقال ابن مسعود[13] رضی الله تعالی عنه: "هی أنفس المؤمنین تسبق إلى الملائکة الذین یقبضونها وقد عاینت السرور شوقًا إلى لقاء الله ورحمته وکرامته"[14].

 ولا شک أنَّ المؤمن یشاهد عند الموت ما أعدَّ الله له من النِّعم، ویفرح بذلک ویشوق إلیها ویرغب فی الوصول إلیها ویحبُّ لقاءَ الله وفضله وتکرمته.

 کما روی عن عبادة بن الصامت[15] رضی الله تعالی عنه عنِ النَّبِیِّ صلى الله علیه وسلم قال:

((مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ کَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ کَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ))، قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَکْرَهُ المَوْتَ، قَالَ: ((لَیْسَ ذَاکِ، وَلَکِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَکَرَامَتِهِ، فَلَیْسَ شَیْءٌ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الکَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ، فَلَیْسَ شَیْءٌ أَکْرَهَ إِلَیْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، کَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَکَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ))[16].

 ویخاطب المؤمن بما یرضاه، ویلقبه بالاطمئنان عند الاحتضار، ویبشِّره بالدُّخول فی زُمرة عباده الخاصة، ثمَّ بدخول الجنَّة، کما قال الله تعالی:

﴿ یَا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِی إِلَى رَبِّکِ رَاضِیَةً مَرْضِیَّةً * فَادْخُلِی فِی عِبَادِی * وَادْخُلِی جَنَّتِی ﴾ [17].

 ونُقل عن سعید بن جبیر[18] رحمه الله تعالی فی تفسیر هذه الآیة: قَالَ: قُرِئَت عِنْدَ النَّبِیِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ ﴿ یَا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِی إِلَى رَبِّکِ رَاضِیَةً مَرْضِیَّةً ﴾ فَقَالَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ هَذَا حَسَنٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: ((أَمَا إِنَّ الْمَلَکَ سَیَقُولُ لَکَ هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ))[19].

 ونقل أیضًا عَنِ الحَسَنِ رحمه الله تعالی فِی قَوْلِهِ: "﴿ یَا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾؛ الآیة، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ قبْضَ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ اطْمَأَنَّتِ النَّفْسُ إِلَیْهِ، وَاطْمَأَنَّ إِلَیْهَا، وَرَضِیَتْ عَنِ اللَّهِ وَرَضِیَ اللَّهُ عنها أمر بقبضها فأدخلها الجنَّةَ وجعلها من عباده الصالحین"[20].

 ونقل أیضًا عَنْ زَیْد بْنِ أَسْلَمَ[21] رحمه الله تعالی: ﴿ یَا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾ قَالَ: "بُشِّرَتْ بِالْجَنَّةِ عِنْدَ الْمَوْتِ وَعِنْدَ الْبَعْثِ وَیَوْمِ الْجَمْعِ"[22].

 ونقل أیضًا عَنْ قَتَادَةَ رحمه الله تعالی فی قوله: ﴿ یَا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾ قَالَ: "هَذَا الْمُؤْمِنُ اطْمَأَنَّ إِلَى مَا وَعَدَ اللَّهُ، ﴿ فَادْخُلِی فِی عِبَادِی ﴾ قَالَ: ادْخُلِی فِی الصَّالِحِینَ ﴿ وَادْخُلِی جَنَّتِی ﴾" [23].

 ونقل أیضًا عَن أَبِی صالح[24] رحمه الله تعالی فی قوله: "﴿ ارْجِعِی إِلَى رَبِّکِ ﴾ قَالَ: هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ رُجُوعُهَا إِلَى رَبِّهَا خُرُوجُهَا مِنَ الدُّنْیَا، فَإِذَا کَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ قِیلَ لَهَا: فَادْخُلِی فِی عِبَادِی وَادْخُلِی جَنَّتِی"[25].

 ونقل عن عبدالله بن عمرو بن العاص[26] رضی الله عنهما فی تفسیر هذه الآیات:

"إِذَا تُوُفِّیَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ أَرْسَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَلَکَیْنِ وَأَرْسَلَ إِلَیْهِ بِتُحْفَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ، فیقال لها: اخرجی أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، اخْرُجِی إِلَى رَوح وریحان وربِّ عَنْکِ رَاضٍ، فَتَخْرُجُ کَأَطْیَبِ رِیحِ مِسْکٍ وَجَدَهُ أَحَدٌ فِی أَنْفِهِ، وَالْمَلَائِکَةُ عَلَى أَرْجَاءِ السَّمَاءِ یَقُولُونَ: قَدْ جَاءَ مِنَ الْأَرْضِ رُوحٌ طَیِّبَةٌ وَنَسَمَةٌ طَیِّبَةٌ، فَلَا تَمُرُّ بِبَابٍ إِلَّا فُتِحَ لَهَا وَلَا بِمَلَکٍ إِلَّا صَلَّى عَلَیْهَا، حَتَّى یُؤْتَى بِهَا الرَّحْمَنُ فَتَسْجُدُ، ثُمَّ یُقَالُ لِمِیکَائِیلَ: اذْهَبْ بِهَذِهِ فَاجْعَلْهَا مَعَ أَنْفُسِ الْمُؤْمِنِینَ، ثُمَّ یُؤْمَرُ فَیُوَسَّعُ عَلَیْهِ قَبْرُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعًا عَرْضُهُ وَسَبْعُونَ ذِرَاعًا طُولُهُ، وَیُنْبت له الرَّیحان، وإن کَانَ مَعَهُ شَیْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ کَفَاهُ نُورُهُ، وَإِنْ لَمْ یَکُنْ جُعِلَ لَهُ نُورُهُ مِثْلَ الشَّمْسِ فِی قَبْرِهِ، وَیَکُونُ مِثْلُهُ مِثْلَ الْعَرُوسِ یَنَامُ فَلَا یُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَیْهِ..." [27].

 ویعرض مَقعده من الجنَّة علیه غُدوًّا وعَشیًّا - حتی یبعثه یوم القیامة - فیری ما أعدَّ الله له، کما روی عن عبدالله بن عمر رضی الله عنهما:

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله علیه وسلم: ((إِذَا مَاتَ أَحَدُکُمْ عُرِضَ عَلَیْهِ مَقْعَدُهُ غُدْوَةً وَعَشِیًّا، إِمَّا النَّارُ وَإِمَّا الجَنَّةُ، فَیُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُکَ حَتَّى تُبْعَثَ إِلَیْهِ))[28].

هذا فضل مِن الله على المؤمنین حیث تغشاهم رحمته فی الحیاة وعند الموت وبعد الممات.

اللهم! اجعلنا مِن الذین أنعمتَ علیهم فی الحیاة وعند الموت وبعد الممات.

إنک أرحم الراحمین.

---

[1] سورة النازعات: (2).

[2] معالم التنزیل للبغوی، (8/ 324).

[3] أخرجه الطبری فی تفسیره "جامع البیان فی تأویل القرآن"، (24/ 187).

[4] الفراء (144 207 هـ = 761 822 م)، هو: یحیى بن زیاد بن عبدالله بن منظور بن مروان الأسلمی، الدیلمی، الکوفی، مولى بنی أسد (أو بنی منقر)، أبو زکریا المعروف بالفراء، إمام الکوفیین، وأعلمهم بالنحو، واللغة، وفنون الأدب، فقیه عالم بالخلاف، متکلِّم یمیل إلى الاعتزال، أخذ عن الکسائی، وعن یونس، وروى عن قیس بن الربیع، ومندل بن علی، وأخذ عنه سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم النمری وغیرهما، ومن تصانیفه: (معانی القرآن)، و(المصادر فی القرآن)، و(کتاب اللغات)، و(کتاب الوقف والابتداء).

راجع: "سیر أعلام النبلاء"؛ للذهبی (10/ 118 121)، و"الأعلام"؛ للزرکلی، (8/ 145 146).

[5] جامع البیان فی تأویل القرآن لابن جریر الطبری، (24/ 187)، ومعانی القرآن؛ لأبی زکریا یحیى بن زیاد بن عبدالله بن منظور الدیلمی الفراء (المتوفى: 207هـ)، (3/ 230)، المحقق: أحمد یوسف النجاتی/ محمد علی النجار/ عبدالفتاح إسماعیل الشلبی، دار المصریة للتألیف والترجمة مصر، الطبعة: الأولى.

[6] أورده القرطبی ونسبه إلى ابن عباس؛ "الجامع لأحکام القرآن"؛ للقرطبی، (19/ 191).

[7] أورده القرطبی ونسبه إلى ابن عباس؛ "الجامع لأحکام القرآن"؛ للقرطبی، (19/ 191).

[8] أبو اللیث السمرقندی (؟ 373 هـ = ؟ 983 م)، هو: نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهیم السمرقندی، أبو اللیث، الملقب بإمام الهدى: علَّامة، من أئمة الحنفیة، من الزهَّاد المتصوفین، له تصانیف نفیسة، منها (تفسیر القرآن) وهو غیر کبیر، (البستان) و(خزانة الفقه) و(تنبیه الغافلین).

راجع: "سیر أعلام النبلاء"؛ للذهبی، (16/ 322 323)، و"الأعلام"؛ للزرکلی (8/ 27).

[9] "بحر العلوم"؛ لأبی اللیث نصر بن محمد بن إبراهیم السمرقندی الفقیه الحنفی، (3/ 519)، عدد الأجزاء: (3)، دار الفکر بیروت، تحقیق: د. محمود مطرجی.

[10] سورة النازعات: (4).

[11] مقاتل (مات قبل 150 هـ)

هو: مقاتل بن حیان، أبو بسطام النبطی البلخی الخراسانی الخراز، أحد الأعلام، وثَّقه یحیى بن معین وأبو داود وغیرهما، روى عن الضحاک ومجاهد وعکرمة والشعبی وغیرهم، وروى عنه أخوه مصعب بن حیان وعلقمة بن مرثد وعبدالله بن المبارک وآخرون، هرب أیام أبی مسلم إلى کابل، دعا خلقًا إلى الإسلام فأسلموا، مات بکابل.

راجع: "سیر أعلام النبلاء"؛ للذهبی، (6/ 341).

[12] "الجامع لأحکام القرآن"؛ للقرطبی، (19/ 193)، و"معالم التنزیل"؛ للبغوی، (8/ 325)، و"الکشف والبیان"؛ لأبی إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهیم الثعلبی النیسابوری، (10/ 124)، دار إحیاء التراث العربی بیروت لبنان (1422 هـ 2002 م)، الطبعة: الأولى، عدد الأجزاء (10)، تحقیق: الإمام أبی محمد بن عاشور، مراجعة وتدقیق الأستاذ نظیر الساعدی.

[13] ابن مسعود (؟ 32 هـ = ؟ 653 م)، هو: عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبیب الهذلی، أبو عبدالرحمن من أهل مکة، من أکابر الصحابة فضلًا وعقلًا، ومن السابقین إلى الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتین، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهدَ کلها مع رسول الله صلى الله علیه وسلم، کان ملازمًا لرسول الله صلى الله علیه وسلم وکان أقرب الناس إلیه هدیًا ودلًّا وسَمتًا، أخذ من فِیه سبعین سورة لا ینازِعُه فیها أحد، بعثه عمر إلى أهل الکوفة لیعلِّمهم أمور دینهم، له فی الصحیحین 848 حدیثًا.

راجع: "الإصابة فی تمییز الصحابة"؛ لابن حجر، (4/ 233 235)، و"الإعلام"؛ للزرکلی، (4/ 137).

[14] نفس المصادر.

[15] عبادة بن الصامت (38 ق هـ 34 هـ = 586 654 م)، هو: عبادة بن الصامت بن قیس، أبو الولید، الأنصاری الخزرجی، صحابی، من الموصوفین بالورَع، شهد بدرًا، وقال ابن سعد: کان أحدَ النُّقباء بالعقبة، وآخَى النبی صلى الله علیه وسلم بینه وبین أبی مرثد الغنوی، وشهد المشاهدَ کلها بعد بدر، وقال ابن یونس: شهد فتْحَ مصر، وهو أول مَن وَلی القضاءَ بفلسطین، مات بالرملة أو بیت المقدس، روى 181 حدیثًا، اتَّفق البخاری ومسلم على ستة منها، وکان من سادات الصحابة.

راجع: "الإصابة فی تمییز الصحابة"؛ لابن حجر العسقلانی، (3/ 624 626)، و"سیر أعلام النبلاء"؛ للذهبی، (2/ 5 11)، و"الأعلام"؛ للزرکلی، (3/ 285).

[16] متفق علیه: أخرجه البخاری فی صحیحه، واللفظ له، فی کتاب الرقاق، بَابٌ: مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، رقم الحدیث: (6507)، (8/ 106)، وأخرجه مسلم فی صحیحه، عن عائشة، فی کتاب الذِّکْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ، بَابُ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ کَرِهَ لِقَاءَ اللهِ کَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ، رقم الحدیث: (2684)، (4/ 2065).

[17] سورة الفجر: (27 - 30).

[18] سعید بن جبیر (45 95 هـ = 665 714 م)، هو: سعید بن جبیر الأسدی، بالولاء، الکوفی، أبو عبدالله: تابعی، کان أعلمهم على الإطلاق، وهو حبشی الأصل، من موالی بنی والبة بن الحارث من بنی أسد، أخذ العلمَ عن عبدالله بن عباس وابن عمر، ثم کان ابن عباس إذا أتاه أهل الکوفة یستفتونه، قال: أتسألوننی وفیکم ابن أم دهماء؟ یعنی سعیدًا، ولما خرج عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث على عبدالملک بن مروان، کان سعید معه إلى أن قتل عبدالرحمن، فذهب سعید إلى مکة، فقبض علیه والیها (خالد القسری) وأرسله إلى الحجاج، فقتله بواسط، قال الإمام أحمد بن حنبل: قَتل الحجَّاجُ سعیدًا وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه، وثَّقه ابن معین، وخرج له مسلم.

راجع: "سیر أعلام النبلاء"؛ للذهبی، (4/ 321 343) و"الأعلام"؛ للزرکلی، (3/ 93).

[19] أخرجه الطبری فی تفسیره "جامع البیان فی تأویل القرآن"، (24/ 424)، و"تفسیر القرآن العظیم"؛ لأبی محمد عبدالرحمن بن محمد بن إدریس بن المنذر التمیمی، الحنظلی، الرازی ابن أبی حاتم (المتوفى: 327هـ)، (10/ 3429 3430)، المحقق: أسعد محمد الطیب، مکتبة نزار مصطفى الباز المملکة العربیة السعودیة، الطبعة: الثالثة 1419 هـ، و"الکشف والبیان عن تفسیر القرآن"؛ للثعلبی، (10/ 204)، و"تفسیر القرآن العظیم"؛ لابن کثیر، (8/ 400، 401)، والدر المنثور، عبدالرحمن بن أبی بکر، جلال الدین السیوطی (المتوفى:911هـ)، (8/ 513)، دار الفکر بیروت، عدد الأجزاء: (8)، و"الجامع لأحکام القرآن"؛ للقرطبی، (20/ 58).

[20] أخرجه ابن أبی حاتم فی تفسیره "تفسیر القرآن العظیم"، رقم الحدیث: (19294)، (10/ 3430 3431)، و"الدر المنثور"؛ للسیوطی (8/ 514)، و"الجامع لأحکام القرآن"؛ للقرطبی، (20/ 58).

[21] زید بن أسلم (؟ 136 هـ = ؟ 753 م)، هو زید بن أسلم العدوی العمری، مولاهم، أبو أسامة أو أبو عبدالله: فقیه مفسِّر، من أهل المدینة، کان مع عمر بن عبدالعزیز أیام خلافته، واستقدمه الولید ابن یزید، فی جماعة من فقهاء المدینة، إلى دمشق، مستفتیًا فی أمر، وکان ثِقة، کثیرَ الحدیث، له حلقة فی المسجد النبوی، وله کتاب فی (التفسیر) رواه عنه ولده عبدالرحمن.

راجع: "سیر أعلام النبلاء"؛ للذهبی، (5/ 316 317)، و"الأعلام"؛ للزرکلی، (3/ 56 57).

[22] أخرجه الطبری فی تفسیره "جامع البیان فی تأویل القرآن"، (24/ 424)، وأخرجه ابن أبی حاتم فی تفسیره "تفسیر القرآن العظیم"، رقم الحدیث: (19298)، (10/ 3431)، و"الدر المنثور"؛ للسیوطی (8/ 515)، و"الجامع لأحکام القرآن"؛ للقرطبی، (20/ 58).

[23] أخرجه الطبری فی تفسیره "جامع البیان فی تأویل القرآن"، (24/ 423)، وأخرجه ابن أبی حاتم فی تفسیره "تفسیر القرآن العظیم"، رقم الحدیث: (19296)، (10/ 3431)، و"الجامع لأحکام القرآن"؛ للقرطبی، (19/ 191).

[24] أبو صالح (؟ نحو 121 هـ) والله أعلم، هو: باذان أو باذام، حدَّث عن مولاته أم هانئ، وأخیها علی، وأبی هریرة، وابن عباس، حدَّث عنه أبو قلابة، والأعمش، والسدی، ومحمد بن السائب الکلبی، ومحمد بن سوقة، ومالک بن مغول، وسفیان الثوری، وعمار بن محمد، وهو آخر من روى عنه، قال یحیى بن معین: لیس به بأس، وإذا حدَّث عنه الکلبی فلیس بشیء، وقال یحیى القطان: لم أرَ أحدًا من أصحابنا ترکه، وقال ابن عدی: عامَّة ما یرویه تفسیر، قَلَّ ما له من المسند، وقال النسائی: لیس بثقة، کذا عندی، وصوابه بقوی، فکأنها تصحَّفتْ، فإن النسائی لا یقول: لیس بثقة فی رجل مخرج فی کتابه، وهذا الرجل من طبقة السمان، لکنَّه عاش بعده نحوًا من عشرین سنة.

راجع: طبقات ابن سعد، (5/ 302)، و"میزان الاعتدال فی نقد الرجال"؛ للذهبی (1/ 266)، و"سیر أعلام النبلاء"؛ للذهبی (5/ 38).

[25] أخرجه الطبری فی تفسیره "جامع البیان فی تأویل القرآن"، (24/ 424)، وأخرجه ابن أبی حاتم فی تفسیره "تفسیر القرآن العظیم"، رقم الحدیث: (19295)، (10/ 3431)، و"معالم التنزیل فی تفسیر القرآن"؛ للبغوی، (5/ 253)، و"الدر المنثور"؛ للسیوطی (8/ 514)، و"الجامع لأحکام القرآن"؛ للقرطبی، (19/ 191).

[26] عبدالله بن عمرو (7 ق هـ 65 هـ = 616 684 م)، هو: عبدالله بن عمرو بن العاص، أبو محمد، صحابی قرشی، أسلَم قبل أبیه، قال فیهم رسول الله صلى الله علیه وسلم: ((نِعم أهل البیت عبدالله وأبو عبدالله وأم عبدالله))، کان مجتهدًا فی العبادة غزیرَ العلم، وکان أکثر الصحابة حدیثًا، وروى عن عمر وأبی الدرداء وعبدالرحمن بن عوف وغیرهم من الصحابة، وحدَّث عنه بعضُ الصحابة وعدد کثیر من التابعین، استأذن النبیَّ صلى الله علیه وسلم فی کتابة ما کان یسمعه منه فأذن له، فکتب، وکان یسمِّی صحیفته تلک (الصادقة).

راجع: "الإصابة فی تمییز الصحابة"؛ لابن حجر العسقلانی، (4/ 192 193)، و"سیر أعلام النبلاء"؛ للذهبی (3/ 79 94)، و"الأعلام"؛ للزرکلی، (4/ 111).

[27] أورده البغوی فی تفسیره "معالم التنزیل فی تفسیر القرآن"، (5/ 253)، وأورد الواحدی بعضًا منه فی تفسیره الوسیط فی تفسیر القرآن المجید، (4/ 487)، تحقیق وتعلیق: الشیخ عادل أحمد عبدالموجود، الشیخ علی محمد معوض، الدکتور أحمد محمد صیرة، الدکتور أحمد عبدالغنی الجمل، الدکتور عبدالرحمن عویس، قدَّمه وقرظه: الأستاذ الدکتور عبدالحی الفرماوی، دار الکتب العلمیة، بیروت لبنان، الطبعة: الأولى، 1415 هـ 1994 م، عدد الأجزاء: (4)، و"الجامع لأحکام القرآن"؛ للقرطبی، (20/ 58).

[28] أخرجه البخاری فی صحیحه، فی کتاب الرقاق، بَابٌ سکرات الموت، رقم الحدیث: (6515)، (8/ 107).

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/121492/#ixzz4yxPu8DSg