وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

باز تابی از آثار علمی و تحقیقی اندیشمند جوان افغان به زبان های عربی و فارسی
وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

باز تابی از آثار علمی و تحقیقی اندیشمند جوان افغان به زبان های عربی و فارسی

أحادیث علامات الساعة

أحادیث علامات الساعة

الباحث: محمد طاهر قاسمی


ورد فی الکتاب والسنة أن للساعة علامات وأمارات، وتظهر هذه الأمارات والعلامات قبل وقوعها، وإلیک بیانها:

الأول: الأدلَّة من الکتاب على أشراط الساعة وعلاماتها:

لا شک أنَّ الساعة آتیة لا ریب فیها، وأن حینها لا یعلمه إلَّا الله، وأن الله استأثر بعلمه کما أجاب الله فی السؤال عن وقت قیامها:

﴿ یَسْأَلُونَکَ عَنِ السَّاعَةِ أَیَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّی لَا یُجَلِّیهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِی السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِیکُمْ إِلَّا بَغْتَةً[1].

وقال الله تعالی: ﴿ یَسْأَلُونَکَ عَنِ السَّاعَةِ أَیَّانَ مُرْسَاهَا * فِیمَ أَنْتَ مِنْ ذِکْرَاهَا * إِلَى رَبِّکَ مُنْتَهَاهَا[2].

 عند ما أَخْفاها الله سبحانه وتعالى، واستأثر بعلمها، فقد جعل لها أمارات وعلامات تدلُّ على قرب وقوعها، قال الله تعالى: ﴿ فَهَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِیَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا[3].

 قال ابن کثیر رحمه الله تعالی فی تفسیر قوله تعالی:

﴿ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ﴾، أی: أمارات اقترابها؛ کقوله تعالى: ﴿ هَذَا نَذِیرٌ مِنَ النُّذُرِ الأولَى * أَزِفَتِ الآزِفَةُ[4]، وکقوله: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ[5]، وقوله: ﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ[6]، وقوله: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِی غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ[7]، فبعثَةُ رسول الله صلى الله علیه وسلم من أشراط الساعة؛ لأنَّه خاتم الرسل الذی أکمل الله به الدِّین، وأقام به الحجَّةَ على العالمین، وقد أخبر صلوات الله وسلامه علیه بأمارات الساعة وأشراطِها، وأبان عن ذلک وأوضحه بما لم یؤتَه نبیٌّ قبلَه، کما هو مبسوط فی موضعه"[8].

وقد ورَد فی القرآن الکریم ذِکْرُ الأدلَّة على بعض أشراط الساعة، مثل: خروج یأجوج ومأجوج، ونزول عیسى ابن مریم، وغیرها.

هذه الأدلَّة من الکتاب علی بعض الأشراط، وسأبیِّن الأدلَّةَ من السنَّة علیها إن شاء الله.

الثانی: الأدلَّة من السنَّة على أشراط الساعة وعلاماتها:

وردت أحادیث کثیرة علی ظهور الأشراط والعلامات قبل قیام الساعة.

منها: عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ رضی الله تعالی عنه أَنَّ رَسول الله صلى الله علیه وسلم، قَالَ: ((لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِیمَتَانِ، یَکُونُ بَیْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِیمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى یُبْعَثَ دَجَّالُونَ کَذَّابُونَ، قَرِیبٌ مِنْ ثَلاثِینَ، کُلُّهُمْ یَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَحَتَّى یُقْبَضَ العِلْمُ وَتَکْثُرَ الزَّلازِلُ، وَیَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَیَکْثُرَ الهَرْجُ؛ وَهُوَ القَتْلُ، وَحَتَّى یَکْثُرَ فِیکُمُ المَالُ فَیَفِیضَ حَتَّى یُهِمَّ رَبَّ المَالِ مَنْ یَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى یَعْرِضَهُ عَلَیْهِ، فَیَقُولَ الَّذِی یَعْرِضُهُ عَلَیْهِ: لا أَرَبَ لِی بِهِ، وَحَتَّى یَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِی البُنْیَانِ، وَحَتَّى یَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَیَقُولُ: یَا لَیْتَنِی مَکَانَهُ، وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ - یَعْنِی آمَنُوا – أَجْمَعُونَ؛ فَذَلِکَ حِینَ لا یَنْفَعُ نَفْسًا إِیمَانُهَا لَمْ تَکُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ کَسَبَتْ فِی إِیمَانِهَا خَیْرًا، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُمَا بَیْنَهُمَا، فَلا یَتَبَایَعَانِهِ وَلا یَطْوِیَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلا یَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ یُلِیطُ حَوْضَهُ فَلا یَسْقِی فِیهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُکْلَتَهُ إِلَى فِیهِ فَلا یَطْعَمُهَا))[9].

ومنها: أیضًا حدیث أبی هریرة رضی الله تعالی عنه، ذکَر فیه جملةً من الأشراط وعلامات للساعة؛ حیث جاء فیه ((... قَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: مَا المَسْؤولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَسَأُخْبِرُکَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ البُهْمُ فِی البُنْیَانِ...)) [10].

ومنها: حدیث عَوْفَ بْنَ مَالِکٍ[11] رضی الله تعالی عنه قَالَ: ((أَتَیْتُ النَّبِیَّ صلى الله علیه وسلم فِی غَزْوَةِ تَبُوکَ وَهُوَ فِی قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: اعْدُدْ سِتًّا بَیْنَ یَدَیِ السَّاعَةِ: مَوْتِی، ثُمَّ فَتْحُ بَیْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ یَأْخُذُ فِیکُمْ کَقُعَاصِ الغَنَمِ[12]، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتَّى یُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِینَارٍ فَیَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لا یَبْقَى بَیْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَکُونُ بَیْنَکُمْ وَبَیْنَ بَنِی الأَصْفَرِ، فَیَغْدِرُونَ فَیَأْتُونَکُمْ تَحْتَ ثَمَانِینَ غَایَةً، تَحْتَ کُلِّ غَایَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا))[13].

ومنها: حدیث حُذَیْفَةَ بْنِ أَسِیدٍ[14] رضی الله عنه قَالَ: کَانَ النَّبِیُّ صلى الله علیه وسلم فِی غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ فَاطَّلَعَ إِلَیْنَا فَقَالَ: ((مَا تَذْکُرُونَ))، قُلْنَا: السَّاعَةَ، قَالَ: ((إِنَّ السَّاعَةَ لا تَکُونُ حَتَّى تَکُونَ عَشْرُ آیَاتٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِی جَزِیرَةِ الْعَرَبِ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأَرْضِ، وَیَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ))، قَالَ شُعْبَةُ وَحَدَّثَنِی عَبْدُالْعَزِیزِ بْنُ رُفَیْعٍ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ أَبِی سَرِیحَةَ مِثْلَ ذَلِکَ لا یَذْکُرُ النَّبِیَّ صلى الله علیه وسلم، وَقَالَ أَحَدُهُمَا فِی الْعَاشِرَةِ: نُزُولُ عِیسَى ابْنِ مَرْیَمَ صلى الله علیه وسلم، وَقَال الآخَرُ: وَرِیحٌ تُلْقِی النَّاسَ فِی الْبَحْرِ))[15].

وقد ذُکرت فی هذه الأحادیث جملة مِن الأشراط والعلامات، والآن بیان أنواعها وأقسامها کما قسَّمها العلماء.



[1] سورة الأعراف: (187).

[2] سورة النازعات: (42 - 44).

[3] سورة محمد: (18).

[4] سورة النجم: (56، 57).

[5] سورة القمر: (1).

[6] سورة النحل: (1).

[7] سورة الأنبیاء: (1).

[8] "تفسیر القرآن العظیم"؛ لابن کثیر، (7/ 315).

[9] أخرجه البخاری فی صحیحه، کتاب الفتن، باب خروج النار، رقم الحدیث: (7121)، (9/ 59)، المحقق: محمد زهیر بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانیة بإضافة ترقیم محمد فؤاد عبدالباقی)، الطبعة: الأولى، 1422هـ، عدد الأجزاء: (9).

[10] متفق علیه؛ أخرجه البخاری فی صحیحه، واللفظ له، کتاب الإیمان بَابُ سُؤَالِ جِبْرِیلَ النَّبِیَّ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الإِیمَانِ، وَالإِسْلاَمِ، وَالإِحْسَانِ، وَعِلْمِ السَّاعَةِ، رقم الحدیث: (50)، (1/ 19).

وأخرجه مسلم فی صحیحه، کتاب الإیمان، بَابُ الْإِسْلَامِ مَا هُوَ وَبَیَانُ خِصَالِهِ، رقم الحدیث: (10)، (1/ 40)، المحقق: محمد فؤاد عبدالباقی، دار إحیاء التراث العربی بیروت، عدد الأجزاء: (5).

[11] عوف بن مالک (؟ 73 هـ = ؟ 692 م)، هو: عوف بن مالک بن أبی عوف، أبو عبدالرحمن، الأشجعی الغطفانی، صحابی من الشجعان الرؤساء رضی الله عنه، وأول مشاهده خیبر، وکانت معه رایة أشجع یوم الفتح، روى عن النبی وعن عبدالله بن سلام، وروى عنه أبو مسلم الخولانی وأبو إدریس الخولانی وجبیر بن نفیر وعبدالرحمن بن عامر وغیرهم، له 67 حدیثًا.

راجع: "الإصابة فی معرفة الصحابة"؛ لابن حجر العسقلانی، (4/ 742)، و"سیر أعلام النبلاء"؛ للذهبی، (2/ 478 490)، و"الأعلام"؛ للزرکلی، (5/ 96).

[12] قعاص الغنم: داء یأخذ الغنم فیسیل من أنوفها شیء فتموت فجاءة، وقال ابن فارس: القعاص داء یأخذ فی الصدر کأنه یکسر العنق؛ (عمدة القاری: باب الجزیة والموادعة 22/ 341).

راجع: "الإصابة فی معرفة الصحابة"؛ لابن حجر العسقلانی، (4/ 742)، و"سیر أعلام النبلاء"؛ للذهبی، (2/ 478 490)، و"الأعلام"؛ للزرکلی، (5/ 96).

[13] أخرجه البخاری فی صحیحه، کِتَابُ الجِزْیَةِ، بَابُ مَا یُحْذَرُ مِنَ الغَدْرِ، رقم الحدیث: (2901)، (4/ 101).

[14] حذیفة (؟ 42 هـ = ؟ 662 م)، هو: حذیفة بن أسید بالفتح ویقال: أمیة بن أسید بن خالد بن الأغوز بن واقعة بن حرام بن غفار الغفاری، أبو سَرِیحَة بمهملتین وزن عَجِیبة، مشهور بکنیته، شهد الحدیبیة، وذُکر فیمن بایع تحتَ الشجرة ثم نزَل الکوفةَ وروى أحادیث، أخرج له مسلم وأصحاب السنن وله عن أبی بکر وأبی ذرٍّ وعلی، روى عنه أبو الطفیل ومن التابعین الشعبی وغیره، قال أبو سلیمان المؤذن: توفِّی فصلى علیه زید بن أرقم، وقال ابن حبان: مات سنة اثنتین وأربعین.

راجع: "الإصابة فی معرفة الصحابة"؛ لابن حجر العسقلانی (1/ 216)، و"الثقات"؛ لابن حبان (3/ 81).

[15] أخرجه مسلم فی صحیحه، کتاب الفتن وأشراط الساعة، باب فی الآیَاتِ الَّتِی تَکُونُ قَبْلَ السَّاعَة، رقم الحدیث: (7468)، (8/ 179).

نظرات 0 + ارسال نظر
امکان ثبت نظر جدید برای این مطلب وجود ندارد.