وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

باز تابی از آثار علمی و تحقیقی اندیشمند جوان افغان به زبان های عربی و فارسی
وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

باز تابی از آثار علمی و تحقیقی اندیشمند جوان افغان به زبان های عربی و فارسی

ما المراد بیوم القیامة؟

ما المراد بیوم القیامة؟


الباحث : محمد طاهر قاسمی


سیأتی یوم یُبید الحیُّ القیوم فیه الحیاة والأحیاء، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ کُلُّ مَنْ عَلَیْهَا فَانٍ * وَیَبْقَى وَجْهُ رَبِّکَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِکْرَامِ[1]، وقوله تعالی: ﴿ کُلُّ شَیْءٍ هَالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ[2].

 

لا بدَّ للکلِّ أن یذوق الموت وأن یجاوز هذه القنطرة، ومنهم من یصل إلی الحبیب، ومنهم من یصل إلی الذی کان یکرهه، قال النبی صلى الله علیه وسلم: ((مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ کَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ کَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ))[3].

 

ویکون فی مضجعه ویحس بما أعد الله له من خیر أو شر حسب عمله، فإذا کان محسنًا فإن الله تعالی یفتح له بابًا من نِعمه التی خبَّأ له وإذا کان مسیئًا یفتح له بابًا من نقمه التی وعدها إیَّاه، عن عبدالله بن عمر[4] رضی الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله علیه وسلم قال: ((إن أحدکم إذا مات عُرض علیه مقعده بالغداة والعشی إن کان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن کان من أهل النار فمن أهل النار فیقال: هذا مقعدک حتى یبعثک الله یوم القیامة))[5].

 

ثم یأتی وقت یعید الله العباد ویبعثهم، بعد ما کانوا عظامًا نخرة، قال تعالی: ﴿ وَنُفِخَ فِی الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ یَنْسِلُونَ * قَالُوا یَا وَیْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ[6]، فیوقفهم بین یدیه ویحاسبهم على ما قدَّموه من أعمال، وعامل الخیر یری أمامه خیرًا وکتابه بیمینه وأما عامل الشر فیری أمامه ما هو ناتج علیه، قال تعالی: ﴿ یَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْکُمْ خَافِیَةٌ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتَابَهُ بِیَمِینِهِ فَیَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا کِتَابِیَهْ * إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلَاقٍ حِسَابِیَهْ * فَهُوَ فِی عِیشَةٍ رَاضِیَةٍ * فِی جَنَّةٍ عَالِیَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِیَةٌ * کُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِیئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِی الْأَیَّامِ الْخَالِیَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِیَ کِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَیَقُولُ یَا لَیْتَنِی لَمْ أُوتَ کِتَابِیَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِیَهْ * یَا لَیْتَهَا کَانَتِ الْقَاضِیَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّی مَالِیَهْ * هَلَکَ عَنِّی سُلْطَانِیَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِیمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِی سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُکُوهُ[7]، وسیلاقی العباد فی هذا الیوم شیئًا عظیمًا من الأهوال، قال تعالی: ﴿ یَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ کُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ کُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُکَارَى وَمَا هُمْ بِسُکَارَى وَلَکِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِیدٌ[8]، وأیضًا قال تعالی: ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِیهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِیهِ * لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَأْنٌ یُغْنِیهِ [9].

 

ولا ینجو من تلک الأهوال إلا مَن أعدَّ لذلک الیوم عدَّتَه من الإیمان والعمل الصالح، قال تعالی: ﴿ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِکَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ عَلَیْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَئِکَ هُمُ الْکَفَرَةُ الْفَجَرَةُ [10]، وأیضًا قال تعالی: ﴿ هَلْ أَتَاکَ حَدِیثُ الْغَاشِیَةِ * وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِیَةً * تُسْقَى مِنْ عَیْنٍ آنِیَةٍ * لَیْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِیعٍ * لَا یُسْمِنُ وَلَا یُغْنِی مِنْ جُوعٍ * وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْیِهَا رَاضِیَةٌ * فِی جَنَّةٍ عَالِیَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِیهَا لَاغِیَةً * فِیهَا عَیْنٌ جَارِیَةٌ * فِیهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَکْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِیُّ مَبْثُوثَةٌ[11].

 

ویُساق العباد فی ختام ذلک الیوم إلى دار القرار؛ الجنة أو النار، قال تعالی: ﴿ وَأَصْحَابُ الْیَمِینِ مَا أَصْحَابُ الْیَمِینِ * فِی سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْکُوبٍ * وَفَاکِهَةٍ کَثِیرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْکَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْیَمِینِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ * وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِی سَمُومٍ وَحَمِیمٍ * وَظِلٍّ مِنْ یَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا کَرِیمٍ * إِنَّهُمْ کَانُوا قَبْلَ ذَلِکَ مُتْرَفِینَ * وَکَانُوا یُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِیمِ * وَکَانُوا یَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَکُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ * قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِینَ وَالْآخِرِینَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِیقَاتِ یَوْمٍ مَعْلُومٍ[12].

هذا الیوم هو یوم القیامة.



[1] سورة الرحمن: (26، 27).

[2] سورة القصص: (88).

[3] متفق علیه: أخرجه البخاری فی صحیحه، کتاب الرقاق، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، رقم الحدیث (6142)، (5/ 2386)، دار ابن کثیر، الیمامة بیروت، الطبعة الثالثة، (1407 1987)، تحقیق: د. مصطفى دیب البغا أستاذ الحدیث وعلومه فی کلیة الشریعة جامعة دمشق، عدد الأجزاء: 6.

وأخرجه مسلم فی صحیحه، فی الذکر والتوبة، باب مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ کَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ کَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ، رقم الحدیث، (2683)، (8/ 65)، دار الجیل بیروت دار الأفاق الجدیدة بیروت، عدد الأجزاء: ثمانیة أجزاء فی أربع مجلدات.

[4] ابن عمر (10 ق هـ 73 هـ = 613 م 692 م) هو: عبدالله بن عمر بن الخطاب، أبو عبدالرحمن، قرشی عدوی، صاحب رسول الله صلى الله علیه وسلم، نشأ فی الإسلام، وهاجر مع أبیه إلى الله ورسوله، شهد الخندقَ وما بعدها، ولم یشهد بدرًا ولا أُحدًا لصغره، أفتى الناس ستین سنة، ولما قتل عثمان عرض علیه ناس أن یبایعوه بالخلافة فأبى، شهد فتحَ إفریقیة، کفَّ بصره فی آخر حیاته، کان آخرَ مَن توفی بمکة من الصحابة، هو أحد المکثِرین من الحدیث عن الرسول صلى الله علیه وسلم. راجع: الإصابة فی تمییز الصحابة، لأحمد بن علی بن حجر أبی الفضل العسقلانی الشافعی، (3/ 181)، دار الجیل بیروت، الطبعة الأولى، (1412)، تحقیق: علی محمد البجاوی، عدد الأجزاء: (8)، و(معرفة الصحابة، أبو نعیم أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهانی (المتوفى: 430هـ)، (3/ 1705)، تحقیق: عادل بن یوسف العزازی، دار الوطن للنشر الریاض، الطبعة: الأولى 1419 هـ 1998 م، عدد الأجزاء: 7 (6، ومجلد فهارس)، و(الأعلام، خیر الدین بن محمود بن محمد بن علی بن فارس، الزرکلی الدمشقی (المتوفى: 1396هـ) (4/ 108)، دار العلم للملایین، الطبعة: الخامسة عشر أیار/ مایو 2002 م).

[5] متفق علیه: أخرجه البخاری فی صحیحه، کتاب الجنائز، باب المیت یُعرض علیه بالغداة والعشی، رقم الحدیث: (1313)، (1/ 464)، وأخرجه مسلم فی صحیحه، کتاب الجنة وصفة نعیمها وأهلها، باب عَرْضِ مَقْعَدِ الْمَیِّتِ مِنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ عَلَیْهِ وَإِثْبَاتِ عَذَابِ الْقَبْرِ وَالتَّعَوُّذِ مِنْهُ، رقم الحدیث: (2866)، (8/ 160).

[6] سورة یس: (51، 52).

[7] سورة الحاقة: (18 - 32).

[8] سورة الحج: (2).

[9] سورة عبس: (33 - 37).

[10] سورة عبس: (38 - 42).

[11] سورة الغاشیة: (1 - 16).

[12] سورة الواقعة: (27 - 49).

نظرات 0 + ارسال نظر
امکان ثبت نظر جدید برای این مطلب وجود ندارد.