وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

باز تابی از آثار علمی و تحقیقی اندیشمند جوان افغان به زبان های عربی و فارسی
وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

وبلاگ رسمی دکتور محمد طاهر قاسمی

باز تابی از آثار علمی و تحقیقی اندیشمند جوان افغان به زبان های عربی و فارسی

انشقاق السماء یوم القیامة

انشقاق السماء یوم القیامة

 

الباحث: محمد طاهر قاسمی

السماء مأخوذة من: سما یسمو سموا: ارتفع وعلا، وسماء کل شیء: أعلاه، وسماء البیت: سقفه؛ لأنَّه یَعلوه.

والمراد بالسماء: الجهة التی تَعلو الأرض وتظهر فیها النجومُ والکواکب، وهی مؤنَّثة وقد تُذکَّر، وقد یراد بها الجمع، وجمع سماء سماوات[1].

 

السماء کانت فی الأصل دُخانًا، فخلقها الله منه، قال الله تعالى:

﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِیَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِیَا طَوْعًا أَوْ کَرْهًا قَالَتَا أَتَیْنَا طَائِعِینَ[2].

 

خلقها الله وشدَّد فی بنائها؛ بل رفع سَمْکَها وسوَّاها، وأغطَش لیلها وأخرج ضحاها، کما قال الله تعالى:

﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا - رَفَعَ سَمْکَهَا فَسَوَّاهَا - وَأَغْطَشَ لَیْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا[3].

 

وزیَّنها بزینة الکواکب والمصابیح، وما جعل فیها من فُروج وشقوق، قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِی السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَیَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِینَ[4]، وقال تعالى: ﴿ تَبَارَکَ الَّذِی جَعَلَ فِی السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِیهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِیرًا[5]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا زَیَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْیَا بِزِینَةٍ الْکَوَاکِبِ[6]، وقال تعالى: ﴿ ... وَزَیَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْیَا بِمَصَابِیحَ وَحِفْظًا ذَلِکَ تَقْدِیرُ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ[7]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ زَیَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْیَا بِمَصَابِیحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّیَاطِینِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِیرِ[8]، وقال تعالى: ﴿ أَفَلَمْ یَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ کَیْفَ بَنَیْنَاهَا وَزَیَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ[9].

 

ولکن ما خلقها باطلًا، قال الله تعالى:

﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَیْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِکَ ظَنُّ الَّذِینَ کَفَرُوا فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ کَفَرُوا مِنَ النَّارِ[10]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَیْنَهُمَا لَاعِبِینَ[11].

 

بل خلقها لنفع الإنسان، قال تعالى:

﴿ هُوَ الَّذِی خَلَقَ لَکُمْ مَا فِی الْأَرْضِ جَمِیعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ[12]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَکُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ[13].

 

فإذا حان حینها، وقامت الساعةُ، جعلها مفروجة ومشقوقة ومنفطِرةً، ثم تطیع السماء ربَّها فی ذلک الانشقاق، ثم تجذب أو تنزع وتطوى؛ وذلک من أعظم أهوال ذلک الیوم، قال الله تعالى: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ[14].

 

قال الطبری والفرَّاء وابن قتیبة والثعلبی والواحدی وابن کثیر والسیوطی[15] رحمهم الله تعالى فی تفسیر هذه الآیة: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾: انشقَّت[16].

 

قال أبو اللیث السمرقندی رحمه الله تعالى فی تفسیر هذه الآیة: "﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾ یعنی: انفجرت لهیبة الرب تبارک وتعالى، ویقال: انفجرت لنزول الملائکة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَیَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِکَةُ تَنْزِیلًا[17] ﴾"[18].

 

وقال القرطبی رحمه الله تعالى فی تفسیر قوله تعالى: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾ "أی: تشقَّقت بأمر الله؛ لنزول الملائکة؛ کقول: ﴿ وَیَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِکَةُ تَنْزِیلًا[19]، وقیل: تفطَّرتْ لهیبة الله تعالى، والفطر: الشق؛ یقال: فطرته فانفطر؛ ومنه فطر ناب البعیر: طلع، فهو بعیر فاطر، وتفطَّر الشیء: تشقَّق، وسیف فطار، أی: فیه شقوق..."[20].

وقال تعالى: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ - وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ[21].

 

قال أبو اللیث السمرقندی والثعلبی رحمهما الله تعالى فی تفسیر هذه الآیة: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴾ "یعنی: انفرجت لهیبة الرب عز وجل، ویقال: انشقت لنزول الملائکة، وما شاء من أمره، ﴿ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ﴾، یعنی: أطاعت السماءُ لربِّها بالسمع والطاعة، وَحُقَّتْ یعنی: وحقَّ لها أن تطیع ربها الذی خلقها[22]".

 

وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا السَّمَاءُ کُشِطَتْ[23].

قال مجاهد رحمه الله تعالى: فی تفسیر قوله: ﴿ وَإِذَا السَّمَاءُ کُشِطَتْ ﴾ "جُذبت"[24].

قال الفرَّاء وابن قتیبة رحمهما الله تعالى: فی تفسیر قوله: ﴿ وَإِذَا السَّمَاءُ کُشِطَتْ ﴾ "نزعت وطویت"[25].

 

ثم تُطوى السماء کطیِّ السجِّل للکتب، قال الله تعالى:

﴿ یَوْمَ نَطْوِی السَّمَاءَ کَطَیِّ السِّجِلِّ لِلْکُتُبِ کَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِیدُهُ وَعْدًا عَلَیْنَا إِنَّا کُنَّا فَاعِلِینَ[26].

هذه خاتمة للسَّماء بهذه العظمة؛ وذلک من أعظم أهوال ذلک الیوم.

 

ومنها دَکُّ الأرض وصف الملک ومجیء جهنم:

ومن شدَّة أهوال ذلک الیوم دَکُّ هذه الأرض بعظمتها، التی نعیش علیها ونأمن فیها وتکون مهدًا لنا ونستفید منها؛ لأن الله تعالى جعل فیها ما یکون لنا مفیدًا وممتعًا، قال الله تعالى:

﴿ کَلَّا إِذَا دُکَّتِ الْأَرْضُ دَکًّا دَکًّا[27].

 

قال ابن عباس رضی الله تعالى عنهما فی تفسیر قوله تعالى: ﴿ کَلَّا إِذَا دُکَّتِ الْأَرْضُ دَکًّا دَکًّا ﴾ "تَحْرِیکُهَا"[28].

وقال أنس رضی الله تعالى عنه فی تفسیر قوله تعالى: ﴿ کَلَّا إِذَا دُکَّتِ الْأَرْضُ دَکًّا دَکًّا ﴾ [الفجر: 21]: "تُحْمَلُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَیُدَکُّ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ"[29].

 

وذَکر القرطبیُّ رحمه الله تعالى فی تفسیر قوله تعالى: ﴿ کَلَّا إِذَا دُکَّتِ الْأَرْضُ دَکًّا دَکًّا ﴾ [الفجر: 21] "دُکَّتْ، أَیِ: اسْتَوَتْ فِی الِانْفِرَاشِ، فَذَهَبَ دُورُهَا وَقُصُورُهَا وَجِبَالُهَا وَسَائِرُ أَبْنِیَتِهَا"[30].

 

والحاصل أنَّ ذلک المشهد الذی هو عظیمٌ رؤیته وکبیر هیبته یملأ القلوبَ رعبًا وخوفًا؛ وذلک مِن مخاوف وأهوال یوم القیامة التی نستقبلها بعد حین بإذن الله تعالى.

 

وصف الملائکة هَوْلٌ آخر یغطی الوجوه یوم القیامة وحشةً ویملأ القلوبَ قلقًا ورعبًا؛ وذلک بإحاطتهم حول الناس أضعافًا مضاعفة بحیث لا ینفذ أحد منهم إلا بسلطان وهیبة ذلک المشهد تکون مِن شدَّة أهوال یوم القیامة التی سنواجهها، قال الله تعالى: ﴿ وَجَاءَ رَبُّکَ وَالْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا[31].

 

عن ابن عباس رضی الله تعالى عنهما فی تفسیر قوله تعالى: ﴿ وَجَاءَ رَبُّکَ وَالْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا ﴾ [الفجر: 22]: "إذا کان یوم القیامة مُدَّت الأرض مَدَّ الأدیم، وزید فی سعتها کذا وکذا، وجُمع الخلائق بصعیدٍ واحد؛ جِنُّهم وإنسهم، فإذا کان ذلک الیوم قیضت هذه السماء الدنیا عن أهلها على وجه الأرض، وَلأهل السماء وحدهم أکثر من أهل الأرض جنهم وإنسهم بضعف، فإذا نثروا على وجه الأرض فزِعوا منهم، فیقولون: أفیکم ربنا: فیفزعون مِن قولهم ویقولون: سبحان ربنا لیس فینا! وهو آتٍ، ثم تقاض السماء الثانیة، وَلأهل السماء الثانیة وحدهم أکثر من أهل السماء الدنیا ومِن جمیع أهل الأرض بضعف جنِّهم وإنسهم، فإذا نثروا على وجه الأرض فزِع إلیهم أهل الأرض، فیقولون: أفیکم ربنا؟ فیفزعون مِن قولهم ویقولون: سبحان ربِّنا! لیس فینا، وهو آتٍ، ثم تقاضُ السماوات سماء سماء، کلَّما قیضت سماء عن أهلها کانت أکثر مِن أهل السموات التی تحتها ومن جمیع أهل الأرض بضِعْف، فإذا نُثروا على وجه الأرض، فزِع إلیهم أهلُ الأرض، فیقولون لهم مثل ذلک، ویرجعون إلیهم مثل ذلک، حتى تقاض السماء السابعة، فلَأهل السماء السابعة أکثر من أهل ستِّ سموات، ومِن جمیع أهل الأرض بضعف، فیجیء الله فیهم والأمم جِثیٌّ صفوف، وینادی منادٍ: ستعلمون الیوم مَن أصحاب الکرم، لیقم الحمَّادون لله على کل حال؛ قال: فیقومون فیسرحون إلى الجنَّة، ثم ینادی الثانیة: ستعلمون الیوم من أصحاب الکرم، أین الذین کانت تتجافیجنوبهم عن المضاجع، یدعون ربهم خوفا وطمعًا، ومما رزقناهم ینفقون؟ فیسرحون إلى الجنة؛ ثم ینادی الثانیة: ستعلمون الیوم من أصحاب الکرم: أین الذین لا تلهیهم تجارةٌ ولا بیع عن ذِکْر الله، وإقام الصلاة وإیتاء الزکاة، یخافون یوما تتقلَّب فیه القلوب والأبصار فیقومون فیسرحون إلى الجنة؛ فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة خرج عُنُق من النار، فأشرف على الخلائق، له عینان تبصران، ولسان فصیح، فیقول: إنی وکِّلتُ منکم بثلاثة: بکلِّ جبَّار عنید، فیلقُطهم من الصفوف لقط الطیر حبَّ السمسم، فیحبس بهم فی جهنم، ثم یخرج ثانیة فیقول: إنی وکلت منکم بمن آذى الله ورسوله فیلقطهم لقط الطیر حبَّ السمسم، فیحبس بهم فی جهنم، ثم یخرج ثالثة، قال عوف: قال أبو المنهال: حسبتُ أنه یقول: وکلت بأصحاب التصاویر، فیلتقطهم من الصفوف لقْطَ الطیر حَبَّ السمسم، فیحبس بهم فی جهنم، فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة، ومن هؤلاء ثلاثة، نُشرت الصحف، ووُضعت الموازین، ودُعی الخلائق للحساب"[32].

 

وعن الضحَّاک بن مزاحم رحمه الله تعالى فی تفسیر قوله تعالى: ﴿ وَجَاءَ رَبُّکَ وَالْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا ﴾ [الفجر: 22]: "إذا کان یوم القیامة، أمر الله السماءَ الدنیا بأهلها، ونزل من فیها من الملائکة، وأحاطوا بالأرض ومن علیها، ثم الثانیة، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، ثم السابعة، فصفُّوا صفًّا دون صفٍّ، ثم ینزل الملک الأعلى على مجنبته الیسرى جهنم، فإذا رآها أهلُ الأرض ندُّوا، فلا یأتون قطرًا من أقطار الأرض إلا وجدوا سبعة صفوف من الملائکة، فیرجعون إلى المکان الذی کانوا فیه فذلک قول الله: ﴿ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْکُمْ یَوْمَ التَّنَادِ یَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِینَ مَا لَکُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِم ﴾، وذلک قوله: ﴿ وَجَاءَ رَبُّکَ وَالْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا وَجِیءَ یَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ﴾ وقوله: ﴿ یَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ ﴾ وذلک قول الله: ﴿ وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِیَ یَوْمَئِذٍ وَاهِیَةٌ وَالْمَلَکُ عَلَى أَرْجَائِهَا[33].

 

یفزع الإنسان من شدَّة هذا الهول، وبینما هم کذلک إذ یظهر مشهدٌ آخر وهو مجیء جهنَّم التی تسبب خروج الدم من مسار العرق من الإنسان؛ وهذا هول ما واجهه بشَر من قبل ویخاف ویرتجف کلُّ أحد منه إلا محمد صلى الله علیه وسلم؛ لأن الله تعالى یحفظه کما أشیر إلیه فی الحدیث السابق، فیومئذ یتذکَّر الإنسان وأنى له الذکرى، قال الله تعالى:

﴿ وَجِیءَ یَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ یَوْمَئِذٍ یَتَذَکَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّکْرَى[34].

 

وأخرج مسلم رحمه الله تعالى فی صحیحه عن عبدالله بن مسعود رضی الله تعالى عنه قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله علیه وسلم: ((یُؤْتَى بِجَهَنَّمَ یَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ کُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَکٍ یَجُرُّونَهَا))[35].

 

وقال ابن کثیر رحمه الله تعالى فی تفسیر هذه الآیات: "یُخْبِرُ تَعَالَى عَمَّا یَقَعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنَ الْأَهْوَالِ الْعَظِیمَةِ، فَقَالَ: ﴿ کَلَّا ﴾ أَیْ: حَقًّا ﴿ إِذَا دُکَّتِ الْأَرْضُ دَکًّا دَکًّا ﴾، أَیْ: وُطِئَتْ وَمُهِّدَتْ وَسُوِّیَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ، وَقَامَ الْخَلَائِقُ مِنْ قُبُورِهِمْ لِرَبِّهِمْ، ﴿ وَجَاءَ رَبُّکَ ﴾، یَعْنِی: لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَیْنَ خَلْقِهِ؛ وَذَلِکَ بَعْدَمَا یَسْتَشْفِعُونَ إِلَیْهِ بِسَیِّدِ وَلَدِ آدَمَ عَلَى الْإِطْلَاقِ مُحَمَّد صلَّى اللهُ علیه وسلم، بَعْدَمَا یَسْأَلُونَ أُولِی الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ، فَکُلُّهُمْ یَقُولُ: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَاکُمْ، حَتَّى تَنْتَهِیَ النَّوْبَةُ إِلَى مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ علیه وسلم فَیَقُولُ: ((أَنَا لَهَا، أَنَا لَهَا))، فَیَذْهَبُ فَیَشْفَعُ عِنْدَ اللَّهِ فِی أَنْ یَأْتِیَ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ فَیُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِی ذَلِکَ، وَهِیَ أَوَّلُ الشَّفَاعَاتِ، وَهِیَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ کَمَا تَقَدَّمَ بَیَانُهُ فِی سُورَةِ "سُبْحَانَ" فَیَجِیءُ الرَّبُّ تَعَالَى لِفَصْلِ الْقَضَاءِ کَمَا یَشَاءُ، وَالْمَلَائِکَةُ یَجِیئُونَ بَیْنَ یَدَیْهِ صُفُوفًا صُفُوفًا..."[36].



[1] راجع: "مخطوطة الجمل؛ معجم وتفسیر لغوی لکلمات القرآن"؛ لحسن عز الدین بن حسین بن عبدالفتاح أحمد الجمل، مادة: (س م و)، (2/ 343).

[2] سورة فصلت: (11).

[3] سورة النازعات: (27 - 29).

[4] سورة الحجر: (16).

[5] سورة الفرقان: (61).

[6] سورة الصافات: (6).

[7] سورة فصلت: (12).

[8] سورة الملک: (5).

[9] سورة ص: (6).

[10] سورة ص: (27).

[11] سورة الأنبیاء: (16).

[12] سورة البقرة: (29).

[13] سورة البقرة: (22).

[14] سورة الانفطار: (1).

[15] السیوطی (849 911 هـ = 1445 1505 م)، هو: عبدالرحمن بن أبی بکر بن محمد بن سابق الدین الخضیری السیوطی، جلال الدین أبو الفضل، أصله من أسیوط، ونشأ بالقاهرة یتیمًا، وقضى آخر عمره ببیته عند روضة المقیاس حیث انقطع للتألیف، کان عالمًا شافعیًّا مؤرخًا أدیبًا، وکان أعلم أهل زمانه بعلم الحدیث وفنونه والفقه واللغة، کان سریع الکتابة فی التألیف، ولما بلغ أربعین سنة أخذ فی التجرُّد للعبادة، وترک الإفتاءَ والتدریس وشرع فی تحریر مؤلَّفاته فألَّف أکثر کتبه، ومؤلفاته تبلغ عدَّتها خمسمائة مؤلَّف، منها: (الدر المنثور) فی التفسیر و(الحاوی للفتاوى) و(الإتقان فی علوم القرآن).

راجع: "شذرات الذهب فی أخبار من ذهب"؛ لعبدالحی بن أحمد بن محمد ابن العماد، العَکری الحنبلی، أبی الفلاح (المتوفى: 1089هـ)، (10/ 74 79)، حققه: محمود الأرناؤوط، خرج أحادیثه: عبدالقادر الأرناؤوط، دار ابن کثیر، دمشق بیروت، الطبعة: الأولى، 1406 هـ 1986 م، عدد الأجزاء: (11)، و"الأعلام"؛ للزرکلی، (3/ 301 302).

[16] "جامع البیان فی تأویل القرآن"؛ لابن جریر الطبری، (24/ 243)، ومعانی القرآن للفراء، (3/ 243)، وغریب القرآن، لابن قتیبة، (ص 443)، و"الکشف والبیان عن تفسیر القرآن"؛ للثعلبی، (10/ 145)، و"الوجیز فی تفسیر الکتاب العزیز"؛ للواحدی، (ص1180)، و"تفسیر القرآن العظیم"؛ لابن کثیر، (8/ 341)، و"الدر المنثور"؛ للسیوطی (8/ 438).

[17] سورة الفرقان: (25).

[18] "بحر العلوم"؛ لأبِی اللیث السمرقندی، (3/ 554).

[19] سورة الفرقان: (25).

[20] "الجامع لأحکام القرآن"؛ للقرطبی، (19/ 244).

[21] سورة الانشقاق: (1، 2).

[22] "بحر العلوم"؛ لأبِی اللیث السمرقندی، (3/ 560)، و"الکشف والبیان عن تفسیر القرآن"؛ للثعلبی، (10/ 158).

[23] سورة التکویر: (11).

[24] "جامع البیان فی تأویل القرآن"؛ لابن جریر الطبری، (24/ 249)، و"الکشف والبیان عن تفسیر القرآن"؛ للثعلبی، (10/ 145)، و"الوجیز فی تفسیر الکتاب العزیز"؛ للواحدی، (ص1180) و"تفسیر القرآن العظیم"؛ لابن کثیر، (8/ 341)، و"الدر المنثور"؛ للسیوطی (8/ 438).

[25] "معانی القرآن"؛ للفراء، (3/ 241)، و"غریب القرآن"؛ لأبی محمد عبدالله بن مسلم بن قتیبة (ص 441).

[26] سورة الأنبیاء: (104).

[27] سورة الفجر: (21).

[28] أخرجه ابن أبی حاتم فی تفسیره "تفسیر القرآن العظیم"، رقم الحدیث: (19281)، (10/ 3429).

[29] المصدر السابق.

[30] "الجامع لأحکام القرآن"؛ للقرطبی، (20/ 54).

[31] سورة الفجر: (22).

[32] أخرجه الطبری فی تفسیره "جامع البیان فی تأویل القرآن"، (24/ 417 418)، وقال ابن حجر العسقلانی: "هَذَا مَوْقُوفٌ، إِسْنَادُهُ حَسَنٌ"؛ "المطالب العالیة بزوائد المسانید الثمانیة"؛ لابن حجر العسقلانی رقم الحدیث: (4557)، (18/ 536)، المحقق: (17) رسالة علمیة قدمت لجامعة الإمام محمد بن سعود، تنسیق: د. سعد بن ناصر بن عبدالعزیز الشثری، الناشر: دار العاصمة، دار الغیث السعودیة، الطبعة: الأولى، 1419هـ، عدد الأجزاء: (19).

[33] أخرجه الطبری فی تفسیره "جامع البیان فی تأویل القرآن"، (24/ 418).

[34] سورة الفجر: (23).

[35] أخرجه مسلم فی صحیحه، کتاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِیمِهَا وَأَهْلِهَا، بَابٌ فِی شِدَّةِ حَرِّ نَارِ جَهَنَّمَ وَبُعْدِ قَعْرِهَا وَمَا تَأْخُذُ مِنَ الْمُعَذَّبِینَ، رقم الحدیث: (2842)، (4/ 2184).

[36] "تفسیر القرآن العظیم"؛ لابن کثیر، (8/ 399).

نظرات 0 + ارسال نظر
امکان ثبت نظر جدید برای این مطلب وجود ندارد.